
كنت بتفرج امبارح على الجزيرة الوثائقية...طبعا القراء الافاضل مستغربين قوى ان فى حد اساسا حاطط الجزيرة الوثائقية على قائمة المفضلة ...بس اهو مرض و ربنا يتولانا برحمته قريبا..
و اتفرجت على فيلم (وثائقى طبعا) اسمه الانشاءات الضخمة بيحكى قصة البالم (PALM) جزيرة النخيل اللى فى دبى و دى مدينة مكونة من مجموعة من الجزر الصناعية اللى بينشئوها على شواطىء دبى على هيئة زعف نخل علشان يزودوا مساحة الشواطىء بقدر الامكان و يجعلوا جميع قلل المدينة تطل على البحر مباشرة و بعيدا عن تفاصيل المدينة.
...دبى اللى لقوا البلد ضاقت عليهم فى استثمارتهم و تطويرهم ليها فاتجهوا لانهم يردموا البحر و يبنوا مدن جديدة و يستثمروا فى الطبيعة اللى عندهم...زى ما عملوا مدينة الثلج فى وسط الصحراءوبنوا اكبر و اعلى برج فى العالم و واحدة من اكبر المدن الاعلامية فى العالم بدأوا دلوقتى يردموا البحر ...و يبنوا مدينة...
الناس هناك موش بيحاولوا يبنوا مدينة 6 اكتوبر الصناعية و يفشلوا وموش حاولوا يعملوا مدينة العاشر من رمضان وبرده يفشلوا ...يفشلوا فى انهم يعملوا حاجة عالمية يشار اليها بالبنان زى ما دبى بيعملوا ...استهلاكنا كله محلى و يا ريته فالح لا بنبنى مصنعين تلاتة و خشى يا عشوائيات و خش يا بهجت اشترى الارض بتراب الفلوس و ابنى اللى انتا عايزه علشان ربنا كرمك بشوية علاقات...باظت المدينة الصناعية التى كانوا بيحلموا بيها...و اللى اصلاً محدش حلم بيها ولا خططلها ...دى فكرة و مكملتشى لمرحلة انها تبقى خطة و مدينة استراتيجية ... دا احنا موش عارفين نشرب مية حتى...الناس فى المعادى عطشانين و انتا جاى تقولنا يشار اليها بالبنان...يا عم سيبنا نبيع بنك القاهرة و احنا دماغنا رايق الله يخليك...

المهم بعد ما شوفت الابهار بتاع مدينة النخيل و الصرف اللى بيصرفوه و التخطيط اللى بيقوموا بيه قولت اكتب لكم خاطرة خطرت على بالى...
عندما كنت شابا حرا طليقا ، فاتح صدرى للدنيا وشايف نفسى حبتين وباقول يا ارض انهدّى ماعليكى قدّى ، كان خيالى واسع جدا جدا جدا .. وكنت باحلم انى أغير العالم.
وكلما ازددت سنا وحكمة ، كنت اكتشف أن العالم كبير قوى وصعب انه يتغير " وهو يعنى انا اللى هاصلح الكون " !!
و ربنا يخليلنا مصلح الكون الحالى عمو بوش طيب الله ثراه ...هو عارف هو بيعمل ايه ...انتو بس اللى موش فاهمينه ولا فاهمين انه بيعمل كل ده علشانكم.

لذلك قللت من طموحي إلى حد ما وقررت تغيير بلدي .. ( يا حبيبتى يا مصر ) ، وفضلت اسمع اغانى وطنية واتفرج على رأفت الهجان واشجع المنتخب حتى وهو موش عارف يعدى نص الملعب بتاع المعلم دروجبا و رفاقه من كام يوم فى فرنسا و اللى يغيظك ان شحاتة مضايق قوى و بيقول بتهاجمونى ليه...طيب تقوله ايه ده ...يلا موش مهم على رأى واحد صاحبى.
، ووصلت لدرجة انى كنت لما اشوف علم مصر الدمعة تفر من عينى

و انا متنيل قاعد بسمع كلام يحرق الدم من كل محبى الهلال هنا فى السودان الى الآن منذ مطش الاهلى اللى وكسنا فيه و خلعوا اللعيبة فى نفس اليوم على مصر و فرنسا و سابونى انا هنا للهلاليين يأطموا فيا لحد دلوقتى لدرجة انى من يومين و نتيجة للضغط روحت نزلت علم الاهلى اللى كنت مكمره فى البيت و رميته على كنبة العربية ورا علشان اقولهم انا مبخافشى و محدش بيموت ناقص عمر ..ايوة انا اهلاوى !!
إلا انى بلدي هي الأخرى بدت وكأنها باقية على ما هي عليه وعلى رأى الشاعر الحلمنتيشى " النهارده زى امبارح .. وبكره مش باين له ملامح " بل بالعكس لما بشوف الحاجة منى الشاذلى كل يوم على حتة عمرو اديب على جزء من اللى مبحبوش معتز الدمرداش على مشهدين من اللى بكره و مبطيقوش تامر افندى امين ...بلاقى ان البلد موش على ما هى عليه لكن نازلة و بقوة لتحت...تحت قوى
قلت مش مهم اغير البلد " ليها مسئولين كبار يغيروها او يسرقوها و يبيعوها و اهو كله تغيير"
وحينما دخلت مرحلة اكبر شوية ، حاولت في محاولة يائسة أخيرة أن أغير عائلتي ومن كانوا اقرب الناس لي ، ولكن باءت محاولتي بالفشل ، الكل مشغول بلقمة العيش والدروس الخصوصية ووصلة الدش اللى بتجيب الـ art و دلوقتى بقت محتاجين فيها شوتايم علشان الدورى الانجليزى !!
واليوم .. ، أدركت فجأة حقيقةالأمر.. افتكرت ( خير اللهم اجعله خير ) انى نسيت اغير من نفسى قبل ما احاول اغير الناس ، ياريت كنت غيرت ذاتي في بادئ الأمر .. ثم بعد ذلك حاولت تغيير عائلتي ، ثم بعد كده نبقى كتير ونشجع بعض على تغيير بلدنا للاحسن ،علشان تكون اجمل واقوى بلد فى الدنيا ومن يدري ، ربما استطعنا أخيرا تغيير العالم كله
يلا بينا يا شباب نبدأ بتغيير انفسنا قبل ان نحلم بتغيير العالم ...عمر انتقادنا المستمر ما هيصلح البلد...لكن تطويرنا المستمر لذاتنا و لشغلنا و لاولادنا هو اللى هيصلح البلد...نتعلم كويس نشتغل كويس نبنى على مستوانا و على مستوى اسرتنا الصغيرة و بعد كده نكبر شوية و نعين غيرنا من المجتمع على انه يصلح من نفسه ....هو ده الطريق...يمكن تحسونى بخطب بس و الله انا بقول الكلام ده من قلبى بجد
عايزين همة عالية وارادة فولاذية .
وزى ما بيقولوا : رب همة .. احيت امة .