Wednesday, May 14, 2008

غزوة أم درمان


غزوة ام درمان

مقالة نشرت لى على موقع عشرينات امس





باسم الشربينى- الخرطوم- السودان- 13/5/ 2008

الهوية: مصري مقيم في السودان

المكان: العاصمة الخرطوم

الزمان: السبت العاشر من مايو، الساعة السادسة صباحا..

ركبت سيارتي في اتجاهي إلى صالة الجيم Gym لأداء بعض التمارين الرياضية اليومية..

وعلى إذاعة الـbbc اسمع الخبر التالي: "استنفار أمني بين قوات الجيش السوداني لاحتمالية هجوم من متمردي حركة العدل والمساواة على العاصمة".استغربت كثيرا من الخبر فكيف يتم هذا الهجوم؟، كيف تبدأ القوات السودانية بالاستنفار في العاصمة السودانية الخرطوم؟ ..




لماذا لم تستنفر من خارج العاصمة التي تعتبر في كل الحروب أخر القلاع التي يمكن أن تسقط؟ ..كيف يتركوا أكثر من 400 سيارة لاند كروزر land Cruiser مفتوحة ومحملة بالعتاد والأسلحة والجنود المتمردين الذين يفوق عددهم 1000 مقاتل كي تقطع الصحراء لأكثر من 2000 كيلومتر من غرب السودان إلى العاصمة دون أن يعترضهم أحد حتى وصلت إلى مشارف الخرطوم ..





التغطية الإعلامية..




الساعة الثالثة عصرا .. أخبار تتناقل على الفضائيات عن اضطرابات في أم درمان وتبادل إطلاق نار، لكن للأسف الشديد.. الإعلام هنا تعامل مع الحدث بنفس مبدأ الإعلام المصري في نكسة 1967،




فلا يوجد غير الإعلام القومي فقط الذي من حقه تغطية الأحداث ومن خلال الاتصالات بشهود العيان..فمن خلال التليفزيون السوداني لا تجد غير أغاني وطنية، واستمر ذلك حتى الساعة السادسة والنصف، وهنا بدأت الأخبار تتواتر والصور تنقل عن "غزوة أم درمان" وكيف أن الجيش دحر الغزاة والمرتزقة ودمرهم شر تدمير وارتفعت الأصوات تشدوا بأناشيد النصر والتكبير والتهليل ..وعلى جميع القنوات تنقل الصور المأخوذة حصريا عن التليفزيون السوداني ..




ولا يحق لأي قناة من القنوات أن تقوم بالتصوير أو التغطية بنفسها حيث أن حظر التجوال قد قرر على جميع أنحاء الخرطوم.مرت الساعات وعلى قناة الجزيرة يظهر المتحدثين باسم حركة العدل والمساواة يعلنون استيلائهم على أم درمان، وأنهم في طريقهم للخرطوم وللقصر الرئاسي، وعلى قناة السودان الفضائية أحاديث عن دحر الغزاة ودك حصونهم وتدميرهم شر تدمير!





الهلال والمريخ




"ناديا الهلال والمريخ كوم والبلد كلها كوم تاني".. هذا هو لسان حال الشعب السوداني المنقسم إلى نصفين بين الناديين.. الأحد.. كان موعد مباراة الهلال مع فريق صن داونز الجنوب أفريقي على ملعب الأخير، وأيضا المريخ مع فريق الهضاب الزيمبابوي في أم درمان في بطولة دوري أبطال أفريقيا، ورغم أن حظر التجوال لا يزال ساريا، ولكنها مباريات كرة القدم التي لا تقف على أي شيء حتى و لو كانت محاولة انقلاب دموية قلبت امن البلاد رأسا على عقب!






.تمت مباراة المريخ في موعدها ولم يكن هناك موضع لقدم بالإستاد، والجماهير تشجع بجنون ولا استبعد أن يكون من بين الجمهور بعض المتمردين الذين قرروا المشاهدة ودعم المريخ ثم يعودوا للقتال بعد المباراة!!. الاثنين.. يصل الهلال إلى مطار الخرطوم مظفرا بالنصر والصعود إلى دور الثمانية.. ليجد حشود من الجماهير في استقباله في مطار الخرطوم متحدين حظر التجوال.. فهو الهلال وهي كرة القدم في السودان.





الموقف الراهن




المشكلة الآن - وبعد أن رفع حظر التجوال جزئيا في بعض المناطق ومنها الخرطوم- في حصر الخسائر لأنها غير محددة بالمرة.. رغم إعلان المدير العام للشرطة أن حوالي 400 من مقاتلي العدل والمساواة لقوا حتفهم بأم درمان، كما قتل نحو 100 من القوات النظامية بالإضافة إلى مصرع نساء وأطفال، مضيفا أنه تم تدمير 100 سيارة من أصل 400 استخدمت بالهجوم.





ها هي السودان ما إن تحاول الخروج من عنق الزجاجة حتى يقوم من يحاولون إسقاطها في مستنقع المشاكل والاضطرابات السياسية مرة أخرى .. فها هو الاستثمار في السودان يصل إلى أعلى معدلاته في جميع الاتجاهات الفترة الأخيرة والبلاد تشهد نهضة حقيقية في شتى المجالات والاستثمارات.. ولكن الأيدي الآثمة تأبى ذلك من أجل أجندتها الشخصية أو لارتباطها بأجندات دولية!!.

2 comments:

حسام الدين محمود الحداد said...

الحقيقة يا باسم الواحد مش عارف يقول أيه.لبنان من جهة والسودان من جهة والبقية تأتى.
كل واحد فاكر أنه أحسن واحد فى الدنيا،
سورة الكهف الآيتين 103-104 ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104))

تخيل واحد قاعد يحرت فى الدنيا وهوه يظن أنه يحسن الصنع. أعوذ بالله أن نكون منهم ... اللهم آمين
فى لبنان كلهم بيعملوا كده .. كل واحد متصور أنه يحسن صنعاً، وفى السودان كل واحد برضه متصور أنه يحسن صنعاً.
والواحد قلبه بيتقطع على العرب الممزقون.
وحسبى الله ونعم الوكيل.

الكواكبي said...

انا عايز أسأل سؤال مهم موووت
انت لما سمعت بالتمرد في البي بي سي كملت طريقك للجيم ولا رجعت البيت وكنيت
طول عمرك أسد يا بسوم والله . . طبعت كملت طريقك للبيت :)