Tuesday, February 19, 2008

ذكرى أليمة


والدى على اليمين مع حمايا (عم سيد)واحد من اعز اصدقائه

كل عام يمضي وكل شهر وكل إسبوع بل كل يوم يعتبر نقص من أعمارنا ولا نعلم كم بقي لنا في الحياة الدنيا لذلك نسأل الله العلي القديرأن يختم لنا ولكم بخاتمة حسنة
أخواني الكرام أخواتي الفاضلات لاشك أن كل منا يمر به أحداث معينه أو مناسبات قد لا ينساها بتلك السهولة و قد تكون تلك الأحداث مفرحة أو حزينة
فلنتذكر معا ذكرى اليمة ألمت بى منذ عام
ألم وحزن لم استطع تطويقهما، وأنا أحتضن والدي لآخر مرة، حيث سكنتني الوحشة - ولم تزل -، فالرحيل نهائي هذه المرة.



ليلة لن انساها فى حياتى



كان ذلك يوم الاثنين19فبراير 2007

قبل عام من اليوم اتصل بى زوج أختى و يقول لى الا تريد ان تأتى اليوم لتسلم على الحاج؟؟
كانت الساعة التاسعة مساءا و انا فى التاكسى فى طريقى من المهندسين الى فيصل
حيث اسكن و على الفور ادرت وجهة السيارة و عدت فى اتجاه رمسيس...

موقف سيارات المنصورة..و بدون تفكير استقليت احدى السيارات...و اثناء السفر على الطريق دار اتصال تليفونى بينى و بين زوجتى فحواه بانى سأذهب لرؤية والدى و سأعود فى الصباح الباكر لا تقلقى؟؟ فتطلب منى ان أقرؤه السلام و اطمنها لما اوصل....
وصلت امام والدى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لآسلم عليه و يسلم على و أوصيه بأن يدعو لى فهناك احتفال كبير انا مسئول عنه فى عملى تخطت ميزانيته المليون جنيه و اتمنى النجاح فيه و موعده يوم الاحد القادم25فبراير2007...و يرد لى بأن الله لن يضيعك فأنت مجتهد و ارد عليه بأنى بسبب هذا العمل مضطر للسفر فجرا فإن كنت تريد منى اى امر اخبرنى فيرد على شكرا و لماذا تعبت نفسك و تكبدت عناء السفر انا كويس قدامك اهوه يا باسم ...

و بعد ان خرجت من حجرته للبكاء فقد رأيته فى اشد حالات مرضه ...عدت مرة اخرى لآخبره بأمر اردت ان اسعده به الا هو انى سوف يتم تكريمى فى حفل الشركة السنوى بعد ثلاثة ايام على اننى افضل موظف بالادارة للعام الثانى على التوالى و كم كان سعيدا بهذا الخبر واستأذنته انى لن استطيع الحضور يوم الجمعة لان هذا هو يوم التكريم...و لم يتردد فى الموافقة والدعاء لى بالتوفيق و كم كان سعيدا بهذا الامر جدا

بانر الحفلة بتاريخ الجمعة 23فبراير فى جولف السليمانية و التى لم احضرهااستلمت جائزتى بالمكتب من العضو المنتدب عقب عودتى للعمل باسبوع


خبر الوفاة

قبر والدى فى المنصورة

و لكن قضاء الله كان بالمرصاد و عدت الى المنصورة فى صباح الاربعاء 21فبراير2007 على وقع تليفون جاءنى فى تمام الساعة الثامنة و النصف صباحا من اخى ليعلمنى بوفاة والدى...

فى هذا اليوم...كان لى موعدا مع الحزن...مع فقد غال بل اغلى الناس...سالت دمعتى على خدى فاحرقت وجنتى من شدة المصاب...فرسمت خطوطا سوداء من حر جمرها...

و لأن الانسان لا يستطيع امام قضاء الله و قدره سوى التسليم لامر الله, فقد احتسبته عند الله

تلاشت جميع الصور ، وذابت كل الالقاب ، وانا أقف عاجز أمام والدي المسجى سوى من دموع الحرقة والالم ، بكيت فيه الاب الحاني فقط ، ولم ابك مسيرته الملئة بالكفاح ، ولا الفراغ الذي تركه في اسرته و كل من عرفوه. فكانت لحظة الوداع لحظة تخصني: فهو الذي استوعبني حين ضاقت بي الأرض بما رحبت ، وكان صدره الجدار الصلب الذي طالما استندت اليه ، واستند اليه كثيرون. بكيته وعلى مثله تبكي البواكي: إلا أن دموعي كانت ممزوجة بكثير من الفخر والاعتزاز لما انجز وحقق خلال حياته الحافلة بالعطاء في مختلف الميادين وعلى المستوى الاسرى و الاجتماعى ، ناهيك عن الجانب الانساني الذي لم يغفله بتاتا.

خواطر كثيرة دارت في خلدي وأنا أراقب احفاده الذين عشقهم واستأنس بهم.. أشفقت عليهم عندها.. ربما تذكروه خيالا او غاب عن ذاكرتهم الغضة بعد أن حرموا من تذكر الجد في السعيد الشربينى: الجد الذي كان طيبا ، جميلا ، حنونا ، وحقيقيا.. جد لم يشغله عمله ولا تجارته ، وهموم الحياة عن احفاده ، عن الرغبة والتواجد واللعب معهم في جو تغمره العواطف الحانية ، وهو يحاول ان يواكب تحركاتهم المستمرة ، دون ان تثقله سنواته الستون.

ما نزل على صدرى كالماء البارد الذى يمر بين جنبات حبات جمر متقده كان فى مشهد الجنازة... كان فى عدد من شيعوه فى الجنازة فقد كانت جنازة مهيبة و بها من الالاف الذين اتوا من كل حدب و صوب فمن القاهرة و الاسكندرية و الغربية و الشرقية ناهيك ان اهل البلد من طلخا و المنصورة و عدد كبير من القرى المجاورة ...حشود من الناس رافقت الجثمان الى مثواه الاخير ...رأيتهم يصلون خلفى فى صلاة الجنازة...يدعون لوالدى بالرحمة...يتمنون له الجنة من قلوبهم.

أبى

فى يوم عرسى (ابى)على اليسار و والد صديقى خالد الحداد على اليمين

أبى الذى كان يؤمن بعبارة فى حياته و كانت رسالته لنا على مدى حياته و هي (علموهم ولا تورثوهم) فكان حريص على ان نستقى العلم و نبنى شخصياتنا بأنفسنا و نكون معتمدين على انفسنا و ذلك افضل من ان يترك لنا المال و نضيعه بجهلنا و ضعف امكانياتنا و كان يستشهد لنا بأمثلة لهذه الشخصيات و امثله لتلك الشخصيات فى كثير من جلساته...

أبى الذى كان حريص و قبل موته بخمس اشهر فقط و رغم معارضة معظم افراد الاسرة على اتمام زواج اختى الصغيرة و اخر العنقود حتى يطمئن عليها و يومها رأيته يقول و من كل قلبه (الحمدالله) انى شوفتها فى بيتها فقد كان حريص على ان يؤدى رسالته تجاهنا جميعا و يزوجنا جميعا و يرى السعادة فى عيوننا جميعا

. أبى قبل وفاته بخمسة اشهر و قد اشتد عليه المرض يزف اختى الصغيرة الى بيتها

أبى الذى كان حريص كل الحرص على لم شمل الاسرة و ارساء قواعد التعايش و الحب بين افرادها و هى التى كانت فقط 6 افراد هو والدى و نحن الاربعة من الاولاد و لكنه تركها و هى تفوق 15 فردا بالازوج و الزوجات و الاحفاد ...فقد كان حريص على ان يجتمع كل هؤلاء الافراد اسبوعيا و بصورة دائمة على مأدبة غذاء فى البيت يوم الجمعة من كل اسبوع.

و ايمانا منا بأن رسالته كانت كبيرة و المكان الذى اعانه على اتمامها بعد توفيق الله هو هذا المحل الصغير الذى اصبح بجهده و عرقه و شطارته فى التجارة اكبر محل فى تخصصه فى المنطقة و حافظ على ريادته لاكثر من 37 عاما فقد كان وفاءاً منا لذكراه او عمل قمنا به عقب الوفاه هو تجديد يافطة المكان لتصل برسالة ان هذا المكان الصغير الحجم الكبير المقام سيظل متشرفا بإسم هذا الرجل عليه حتى بعد مماته
.

المحل قبل وفاته و عليه يافطة متهالكة المحل بعد الوفاة بشهر فقط


ختاما : شكر و أمنية



أشكر هنا بعد عام ...ففى توقيت الازمة لم يكن لهذه النافذة الاعلامية (المدونة) وجود حتى استطيع تقديم الشكر ...اشكر هنا بعد عام كل من ساندنى و دعمنى فى هذه المرحلة الصعبة من حياتى....اشكر كل زملائى فى الشركة و كل من تحمل عناء السفر من مختلف المحافظات لمشاركتنا تشييع الجثمان...


هذا الرجل قدم الكثير و لا يحتاج منا غير الدعاء فى هذه الاوقات و لذلك فبعد الشكر اتمنى...اتمنى من الله من كل من يقرأ هذه الكلمات ان يشاركنا فى

الصيام يوم الخميس القادم

يوم21فبراير2008

ذكرى يوم وفاته حتى نوحد وقت الدعاء له قبل المغرب مباشرة ففى هذا التوقيت يستحب الدعاء و تكون دعوة الصائم عند فطره من الدعوات التى لا ترد...

فكما قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه و سلم)"اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث ...صدقة جارية او علم ينتفع به و ولد صالح يدعو له"او كما قال صلى الله عليه و سلم


اللهم افرغ علينا صبرا وانزل علينا سكينتك ، ربنا اجعله تلك النفس المطمئنة التي خاطبتها سبحانك قائلا: "يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".

10 comments:

Anonymous said...

ما كتبته أنت عن والدنا المرحوم الحاج السعيد أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته فى الفردوس الأعلى ولقد حركت بداخلى الشجون وأنا منذ ساعات قليلة وبالأمس فقط أقول لزوجتى : لقد اشتقت كثيرا جدا لوالدى رحمه الله وأتمنى أن أراه .. أتمنى على الله العلى القدير أن يجمعنا بهم فى الجنة فقد كافحوا من أجل تربيتنا ولقد علمونا وربونا على الفطرة السليمة النقية رغم أنهم لم يكونوا علماء وهذه والله عظمة كبيرة ..

أنا أتذكر والدى دائما وأقول فى نفسى إن والدى شريك لى فى الأعمال الصالحة التى نؤديها لله فهو السبب فى حسن تربيتنا ... أخى باسم : لا شك أننا جميعا راحلون عن هذه الفانية ولا شك أننا سنتلقى بوالدينا فى الجنة فنحن الحمد لله ندعوا لهم ولا ننساهم ونحن وبفضل الله نعيش بين فئة مؤمنة نأمل أن يرحمنا الله ببركة قربهم منه سبحانه وفى النهايه رحم الله والدنا الحاج السعيد ورحم الله والدى ورحم الله من مات من المسلمين

الكواكبي said...

البقية في حياتك يا باسم
ربنا يتقبل من والدك صالح الأعمال ويغفر له ان شاء الله

dr samah said...

السلام عليكم
بجد بجد مفيش كلام يوفي عمو السعيدرحمه الله حقه
كفاية بس الابتسامة التي لم تفارقه بشهادة جميع من تعامل معه على الرغم مما يعانيه من الام وكلمة الحمد لله التي لم تفارق لسانه ابدا
ولا كفاحه لاخر لجظة مع اولاده....و..و...و
بجد علمتنا كتيييير ياعمو
واكيد يا با ابو عمر لما هتحكي لعمر عن جده السعيد اكيد هيكون فخور بيه واكيد هيتعلم منه كتيير
اسال الله العظيم ان ينزل عليه الليلة الضياء والنور والبهجة والسرور وان ينزله منازل الصديقيين واالشهداء وان يجمعنا به على الحوض وان يحشرنا معه في زمرة نبينا محمد تحت لواء الحمد
امين امين امين

Anonymous said...

أخيك محمد السعيد
ان تكلمت عن الذكرى الاليمه فلن يكفينى تعليق ولكن الحمد لله على كل شىء هذة الكلمه كان يقولها فى كل وقت كم كانت أيام سعيده بل شهور بل سنين جمعتنا سويا تربيت بين أحضانه وتعلمت منه الكثير والكثير حتى بعد زواجى ووقوفه بجانبى دائما فلا نملك الا ان ندعو له بالرحمه والمغفرة والثبات عند السؤال اللهم أمين كم كانت ايامه الاخيرة قاسيه علينا جميعا وانا بالاخص لانه كان يجلس عندى أخر اربعة ايام قبل وفاته كم كنت سعيدا وهو يجلس حامد ربه ولا يقول غير الحمد لله
أذكر موقف عندما طلب منى احضار حلاق فذهبت على الفوروجلبت الحلاق وعندما راه قال بسم الله ماشاء اللهوالدك شعره جميل كان يميل الى الفضى حتى ان زوجتى داعبته وقالت انت عاوز عروسه يا بابا شعرك أحسن من ابنك فقال لها الحمد لله هذه الكلمه التى ظلت علىلسانه حتى الوفاة وكذلك عندما جاء موعد الغسيل فقال عاوز أغسل فى مستشفى سندوب فقلت له حاضر فاتصلت بسواق التاكسى وجاء فى تمام الساعه السادسة صباحا وذهبنا الى المستشفى وعند الغسيل همست فى اذنه وقلت له بابا انت عاوز حاجه تانيه انت الان فى سندوب كما طلبت فقال الحمد لله اول مره غسيل كانت فى سندوب واخر مره غسيل ايضا فى سندوب وكذلك موقف عندما قال عاوز أروح البيت التانى قلت له هذا بيتك وهذا بيتك فقال لم يعد فيها بيوت فقلت له والدموع تنهار هل قصرت معك فقال لا كفايه زوجتك فقد كانت زوجتى مريضه بعد اجراؤها عملية جراحيه فقلت له بابا هل قصرت معك أو هل زعلان منى فقال الحمد لله انى قمت بتربيتكم جميعا وأكملت رسالتى وقلبى راضى عنكم جميعا وهنا أدركت أن الموت قريب
كم نشتاق الى رؤياك يا والدى وكم ندعو لك بالرحمه والمغفرة وان لله وان اليه راجعون

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.
محمد الجمال said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البقاء والدوام لله وحده لا شريك له
رزقت الصبر وبشر الصابرين
نسأل الله أن يرحم والدك رحمه واسعة
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة
وتجاوز عن سيئاته وأره مقعده من الجنه
انت يا رب وحدك الكريم الرحمن الرحيم

غــرـريــبـــة said...

لحظات صعبه ..والاصعب ما سردته

عذرا لقولى هذا . لكن ذكرتنى بوفاته والدى رحمة الله و قد مضر عليها 7شهور و كأنها 7 أيام .. أسال الله العلى العظيم أن يغفر لهما و يرحمهما و يسكنهما درا خيرا من درانا و يبدلهما خيرا

قلم منكسر said...

احيانا يكون الألم نوع من أنواع استمرار الحياة أن تعايش الألم بمظهر وعرينه بقيلولته واستيقاظه بكره وفره بكل ما يحتويه من شجنن وكل دموع بكل ما تحتويه ذكراتها تقبل احترامي الواسع وتقبل جناحي مرور وهي توضع على هته المودنة الطيبة

Anonymous said...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the Home Theater, I hope you enjoy. The address is http://home-theater-brasil.blogspot.com. A hug.

Anonymous said...

كل سنة وانت طيب يا بس بس ويارب السنة اللى جاية ربنا يديلك اللى انت عايزوه وتشوف الناصر عمر احسن راجل فى الدنيا زنجو