Wednesday, October 22, 2008

ثلاثون عاما من العطاء

عُدت يا يوم مولدي ... عُدت يا أيها الشقي
الصبا ضاع من يدي .. و غزا الشيب مفرق
يليت يا يوم مولدي .. كنتَ يوما بلا غد
ليت أني من الأزل .. لم أعش هذه الحياة
عشتُ فيها و لم أزل .. جاهلا أنها حياة
ليت أني من الأزل .. كنت روحا و لم أزل
أنا عمر بلا شباب .. و حياة بلا ربيع
أشتري الحب بالعذاب .. أشتري فمن يبيع؟
أنا وهم . أنا سراب

هكذا كتب كامل الشناوى و غنى بكل تشاؤم فريد الاطرش هذه الكلمات بعد تلحينها...و انا بدورى اقرأها و اتمعن فى معانيها اليوم بعد ان اكملت عقدى الثالث...يا صلاة النبى ..ثلاثين سنة بالتمام و الكمال ...اليوم هو 22 اكتوبر يوم مولدى.
اود ان أشير الى معظم اصحابى لا يحتفلون بأيام مولدهم، وأقول يوم الميلاد حتى لا أقول عيد الميلاد، فترتفع حدة الاستفزاز، لجهة التحريم. ولا نعلم نسبة عدم المحتفلين، ولا المحتفلين، غير أني أقول بلا حرج إنك لو قلت إن 99 % لا يحتفلون به لما جانبني الصواب.ولعل سبب رفض الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب إقامة حفل عيد لميلاده، غير بعيد عن امتناع اصحابى عن ذات العادة، فقد كان عبدالوهاب يعتبر الاحتفال بهذه المناسبة، عادة تمارسها الطبقات البرجوازية، وأبناء الذوات، ويردد: كيف يحتفل المرء بنقص عام من عمره، وبأن عدد السنوات المتبقي لحياته قد نقص عاماً؟! و هكذا كان دائما يذكرنى الاستاذ وجدى الشناوى فى الاى ار تى عندما كنت اهنيه بيوم مولده فى ابريل من كل عام.



أسرتى الحبيبة





اليوم انا بعيد عن ابنى و زوجتى منذ 52 يوم بالتمام و الكمال ...و افتقدهم بشدة و لكن ظروف عملى حالت ان اكون بصحبتهم و اراهم و اتودد اليهم...هذه هى الدنيا و هذا هو حالها الان ...بحث عن لقمة عيش و دوران فى طاحونة الحياة...تفتكروا بعد كمان عقد فى الشريع كده عند الاربعين هتلاقونى كاتب نفس المقالة ...اعتقد ايوة...شغل و بيت و حياة مليئة بالصعاب و بحث عن لقمة العيش ...صدقونى ايوة انا كلى يقين انها هتكون نفس المقالة ...تحس ان الكادر بيختلف لكن فى النهاية نفس القصة و نفس السيناريو...
كثيرون هم زملائى فى هذه البلد التى اعيش فيها الان بعكس السودان اللى مكنشى فيها واحد بس من زملائى القدامى ...و كل ما اسأل واحد بقالك كام سنة ..اللى بقاله هنا خمسة و اللى سبعة و اللى 12 سنة...و عادى موش مستكترهم ولا حاسس بيهم و الايام زى بعضها و ادينا عايشين ..هية دى الروح...فا انا متأكد انى اه ممكن الشعر الابيض كمان عشر سنين يزيد حبة و عمر هيبقى فى الاعدادى لكن ايه اللى اتغير فى القصة ...مظنش فى حاجات جوهرية.

انجازات عام مضى

السنة اللى فاتت اللى هية التسعة و عشرين كانت من انجازاتها الرئيسية حصولى على جائزة افضل الموظف الاعلى اداءا فى شركة اى تو مصر و نتيجة لهذا الانجاز بعدها بشهرين ترشحت كمدير تسويق لفرع احدى الدول العربية حيث انى انتقلت الى فرع السودان لمدة عام واحد و لكنى راضى عنه تماما...




طيب بعيدا عن المستقبل و بعيدا عن الماضى خلينا فى السنة الحالية...خلينا فى كشف الحساب ...حد فيكم يسألنى كده ايه اهم انجازات عامك التلاتين ده ارد و بكل فخر و راحة نفسية بانى عملت انجاز هيفضل علامة فى حياتى و هو انقاص الوزن...نزلت 42 كيلو بالتمام و الكمال فى 7 اشهر فقط...يعنى كتبتلكم انى عايز ابقى الرابح الاكبر فى شهر فبراير الماضى


و وعدتكم انى انزل 40 كيلو و قد حققت ما وعدت به و نزلت 42 كيلو و اصبحت الرابح الاكبر امام نفسى قبل ان يكون امامكم... احساس جميل انك تكون رفيع و سهل التحقيق مع شوية عزيمة و ارادة و مثابرة و زوجة اشكرها من كل قلبى على دعمها ليا و مساعدتها ليا انى اوصل للانجاز ده ...احساس جميل انك تحس انك نزلت بدلة من الاسمنت وزنها 40 كيلو من على اكتافك و بطنك و رجليك ...بدلة كنت قايم نايم صاحى ماشى قاعد و انتا شايها و لابسها فتخيل كم المجهود اللى كنت بتبذله و تخيل احساس الخفة و انتا ماشى من غيرها دلوقتى

صدقونى احساس انك تحط هدف و تحققه احساس لا يعلوه احساس و لذته غير طبيعية و خصوصا و انتا ترى الانبهار و الاشادة فى عيون الاخرين ..فا انا بعتبر ده من اهم انجازات السنة دى ...السنة الجاية بقى مفيش حاجة محددة متوقع اعملها و بما انها زيها زى غيرها و مفيش حاجة بعينها محطوطة كهدف فاستبشروا معى بمقالة العام القادم بدون اى انجازات ولا مبشرات و هتلاقوها نقلا عن العام الحالى.

عمرك من السعادة
هل تعرفون قصة جبره .. ذلك الرجل الذي زار مقبرة ناس أجانب فشاهد قبر جون مكتوب عليه : عمره الزمني تسعون عاما , وعمره الحقيقي عشر سنوات .وقبر ماتيلدا مكتوب عليه : عمرها الزمني ستون عاما , وعمرها الحقيقي سنتان .وقبر ريجي : عمره الزمني خمسة وسبعون عاما , وعمره الحقيقي ثلاثة أشهر .تعجب جبره من هذه الحكايات وسأل مرافقه : ما الفرق بين العمر الزمني والعمر الحقيقي ؟قال المرافق : العمر الزمني : هو عمر الإنسان من لحظة ولادته الى لحظة موته , أما العمر الحقيقي , فهو عمر لحظات السعادة الحقيقية التي عاشها ذلك الإنسان .حين فهم جبره هذا المعنى قال لمحدثه : عندما أموت إكتبوا على شاهدة قبري : هنا يرقد جبره من بطن أمه إلى قبره , لأني لم أشاهد ولا لحظة فرح واحدة بحياتي .احسب بقى انتا عمرك اد ايه بالظبط على حسابات المعلم جبرة ده...

و اود ان اذكر فى النهاية بالقول المأثور (عام جديد و على عملنا شهيد فلنستبق الخيرات) اللهم اجعل عامى هذا عام نافعا لى و
اجعلنى مؤثرا فيه لخدمة دينى و وطنى و اهلى و نفسى.

كل سنة و انتوا طيبين بمناسبة عيد ميلادى الثلاثين

ابوعمر